رأس السنة الميلادية
يحتفل بعض المسلمين برأس السنة الميلادية أو ما يسمى الكريسماس دون معرفة منهم لأصل هذا الاحتفال وحكمه.. فما حكم الاحتفال بعيد ميلاد المسيح أو ما يسمى الكريسماس؟ وهل يجوز للمسلم أن يهنئ النصارى بأعيادهم ومناسباتهم؟ هذا ما نتعرف عليه فى هذا الموضوعحكم الاحتفال بعيد ميلاد المسيح
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد.. فيحرم على المسلم الاحتفال بعيد ميلاد المسيح عليه السلام << الكريسماس >> للأمور الآتية:أولاً
أن الاحتفال بهذا اليوم يعد عيدًا من الأعياد البدعية المحدثة التي لا أصل لها في الشرع، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحداث في الدين.عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". فلا يخصص يوم بفرح واحتفال إلا بدليل شرعي.
ثانيًا
لا يجوز للمسلم الاحتفال بعيد إلا بالأعياد المشروعة المأذون فيها في ديننا، وقد شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين؛ عيد الفطر وعيد الأضحى.فقد روى أبو داود والنسائي وغيرهما بسند صحيح عن أنس -رضي الله عنه- قال: "قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون بهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرًا منهما يوم الفطر والأضحى".فالنبي -عليه الصلاة والسلام- أبطل أعيادهم؛ حتى لا يضاهى بها أعياد المسلمين.
ثالثًا
لا يشرع في ديننا الاحتفال بمولد أحد مهما كان، سواء كان يتعلق بمولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء أو الصديقين والصالحين. فمولد الأنبياء ومماتهم -صلوات الله عليهم- ليس مناسبة دينية يتقرب بها إلى الله، ويظهر فيها الفرح أو الحزن أو غير ذلك من مظاهر الاحتفال.ولذلك لما كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ظنَّ الناس أنها كسفت لموت إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم، فردَّ صلى الله عليه وسلم هذا الظن وأبطله، كما أخرج البخاري حديث المغيرة بن شعبة قال
كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله".ولذلك لم يرد في شرعنا دليل يدل على الاهتمام بمناسبة المولد أو الممات ومشروعية الاحتفال بهما، ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو الأئمة المتبوعين الاحتفال بذلك.
رابعًا
أن الاحتفال بعيد المسيح فيه نوع من إطرائه والغلو فيه والمبالغة في حبه، وهذا ظاهر في شعائر النصارى في هذا اليوم. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال"لا تُطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مرين، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله"وقد نهى الشرع عن تقديس الأنبياء والغلو فيهم وعبادتهم دون الله ورفعهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله تعالى. فالرسل بعثهم الله مبشرين ومنذرين يدعون الناس لعبادة الله، لا لأجل عبادتهم والغلو فيهم.
خامسًا
أن الاحتفال بذلك العيد فيه موالاة للكفار ومشاركة لهم في شعائرهم الباطلة وإشعار لهم أنهم على الحق وسرورهم بالباطل، وكل ذلك محرم من كبائر الذنوب. قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51].وهذا إذا لم يقصد المسلم الرضا بدينهم والإقرار بشعائرهم من التثليث والتعميد والذبح لغير الله وشد الزنار وغيره، أما إن قصد ذلك فهو كافر مرتد عن دين الإسلام باتفاق أهل العلم. والعامي لا يفرق في هذا المقام؛ ولذلك يجب على المسلم اجتناب كنائس ومعابد النصارى في هذا اليوم وغيره.