الصلاة بالنسبة لبقية العبادات كالقلب من الجسد، فإذا أصلح العبد صلاته
وأتمها أصلح الله بقية أعماله لذا أوجب الشرع لصحتها بعضا من الشروط التي
يجب الالتزام بها، ولكن الملاحظ لأحوال بعض المصلين يجد جملة من الأخطاء
التي يقعون فيها دون قصد ما يفسد صلواتهم ويبطلها، لذلك ينبغي على المسلم
أن يتعرف على تلك الأخطاء حتى يتجنبها، ولتكون صلاته تامة لا يعتريها أي
مبطل.
يقول الشاب محمد رجب "كنت أقع في أخطاء كثيرة أثناء الصلاة دون قصد، كالتفكير في مواضيع كثيرة تشغلني أثناء الصلاة، وعدم القدرة على الخشوع ولو للحظة واحدة، وكنت دائم الحركة لبعض أطرافي، ولكن بعد فترة توجهت إلى بعض شيوخ الدعوة لأعرف مدى صحة صلاتي.
ويضيف رجب في حديثه لـ"الاستقلال": كانت نصائح المشايخ لي كثيرة ومتعددة، حيث عرفت منهم أن صلاتي بها الكثير من الأخطاء، ولكن بعد العمل بهذه النصائح والتعود عليها أصبحت صلاتي صحيحة والآن قدر الإمكان أحاول تجنب هذه الأخطاء وعدم الوقوع فيها، الأمر الذي جعلني أشعر براحة نفسية عندما أصلى، وأكثر من النوافل، لأنى أيقنت أن الصلاة الصحيحة تشجعني على ذلك وتجعلني أتجاهل كل ما يعيقني".
وبين أنه بات دائم المتابعة لمواقع الانترنت للتعرف على الأخطاء التي يقع بها المصلون، لكي يتجنب الوقوع بها مرة أخرى، وخاصة أننا بشر وليسوا معصومون من الخطأ.
الهموم تلاحقني
بدوره يقول المواطن محمد زكريا: "أنا رجل الهموم لا تتركني ومشاكل
أولادي لا تفارق تفكيري، وتلاحقني في عملي وفي صلاتي التي لا أستطيع الخشوع
فيها بسبب ذلك، ولا أعرف كيف أتخلص من هذه المشكلة، وحاولت الاطلاع على
بعض المواقع الالكترونية التي تقدم نصائح لتجنب الأخطاء التي يقع فيها
المصلون أثناء الصلاة، ولكن لم أستفد منها بالشكل المطلوب".
ويضيف زكريا في حديثه لـ"الاستقلال" "توجهت إلى شيخ المسجد الموجود في المنطقة التي أقطن فيها، وقدم لي نصائح اتبعتها واستفدت منها كثيراً، والآن عندما أسمع الأذان لا أشغل تفكيري إلا بشي واحد هو كيف أصلى الصلاة الصحيحة التي يقبلها ربى ويجزيني عليها في الدنيا والآخرة.
العمل بالادب النبوي
وبدوره أكد الداعية عماد حمتو في حديثه لـ" الاستقلال" أن الأخطاء التي
يواجهها المسلمون في الصلاة كثيرة وتختلف من مسلم لآخر، فبعضهم لا يفرق بين
سنن الصلاة وفرائضها، وبعضهم لا يفرق بأن التشهد الأوسط من سنن الصلاة
والتشهد الأخير من فرائض الصلاة، وهناك من لا يعرف بأن عقد النية هل يكون
باللسان أم بالقلب، وهناك الكثير من المصلين يحتاجون إلى المتابعة في
الحركات الظاهرة في الخشوع أثناء الصلاة.
وقال الداعية حمتو في حديثه "الاستقلال "يجب على المسلمين العمل بالأدب النبوي في الصلاة، فهم بحاجة إلى معرفة آداب الصلاة في صلاة الجماعة وفي الصلاة المنفردة وآداب الوضوء والطهارة والثياب، لأن هذه الآداب هي الوعاء التي توضع فيه الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم"صلوا كما رأيتموني أصلي".
لا تبطل الصلاة
وأكد حمتو أن الحركات غير المقصودة في الصلاة لا تبطلها، كأن يقع في
حركات خارجة عن إرادته، مثلا أن تأتي على وجهه ذبابة أو بعوضة ويحرك يديه
ليرفعها عن وجهه أو يحك رأسه، مشددا على أنه لا ينبغي على المسلم أن يتحرك
أكثر من ثلاث حركات في الصلاة ويجب أن لا تخل هذه الحركات بالصلاة لكي لا
تكون مبطلة لها.
وأوضح حمتو، أن من سهى بغير عمد أثناء الصلاة ونسي عدد الركعات التي صلاها فعليه أن يبنى باليقين، أي يعتمد أنه قد صلى ثلاث ركعات، ويبدأ بالرابعة، أما المصلي الذي يسهى بعمد فعليه أن يخضع لشروط الصلاة ويعيدها بالشكل الصحيح، لأنه في هذه الأثناء تكون صلاته غير مقبولة".
وأضاف حمتو الأوقات التي يستحب الدعاء فيها كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقت ما بين الأذان والإقامة والاستفتاح في الصلاة، أي يجوز الدعاء قبل البدء بقراءة سورة الفاتحة وأيضا الدعاء أثناء الركوع والسجود إضافة إلى الدعاء في نهاية التشهد ويستحب الدعاء بين السجدتين بالمأثور ولا بأس الدعاء بالمأثور وغير المأثور طلب لقضاء حاجة".
أخطاء عند التكبير
بدوره، أوضح الداعية حازم السراج أن هناك أخطاء يقع فيها المصلون عند
تكبيرة الإحرام منها التلفظ بالنية والجهر بها " كأن يقول اللهم إني نويت
أصلى الظهر، وهذا لا يصح لأن النية محلها القلب ولا يتلفظ به، وأيضا يُخطئ
كثير من الناس خطأً فادحاً في لفظة التكبير، فبدلا من أن يقول اللهُ أكبر
تجده يقول الله وأكبر، ومن تأمل في معنى هذا اللفظ يجده مخالفاً تماماً
لمعنى وحقيقة التوحيد".
وأضاف الداعية السراج في حديثه لـ"الاستقلال": هناك بعض الناس يرفع رأسه إلى السماء عند التكبير، ويحدث هذا كثيراً خاصة عند الرفع من الركوع، وكذلك يرفع البعض أيديهم بحيث يكون كف اليد إلى السماء ولم يرد هذا الفعل مطلقاً عن النبي".
مبطلات الصلاة
وأكد أن الصلاة تبطل بأحد أمرين هما: فعل ما يحرم فيها كالأكل والشرب
عمدا، والكلام والعمل الكثير عمدا، والضحك في الصلاة، والأمر الثاني ترك ما
يجب فيها كترك المصلي ركنا أو واجبا من واجبات الصلاة عمدا وبدون أي عذر.
وأوضح السراج، أن هناك إجراءات يجب إتباعها لتفادى تلك الأخطاء التي يقع فيها المصلون، منها معرفة حكم الخطأ الواقع في الصلاة من أهل العلم، لأن هناك أخطاء قد تعتري المصلي تبطل صلاته، وهناك أخطاء يسيرة قد لا تبطل الصلاة، ومحاولة تجنبها والإصرار على ذلك، مؤكداً على ضرورة الالتزام بحضور بعض الندوات الدينية الإرشادية حتى لا تكون هناك حجة للمخطئ بعد ذلك.